الكوليت

 

شئ في هذا العالم يستعمله الله سبحانه و تعالى في توصيل رسالته ، الكوليت ( العظمة الصغيرة التي قامت برسالتها ) براشيت ربا 10 \7 ، كو عاسوعاخامينو 11 كثيرا عانى اليهود ، عندما سيطر الروم على الأرض المقدسة ، من حين لحين قضوا عليهم قضاءاً سيئاً ، حملوهم ضرائب كثيرة كان من الصعب القيام بها ، و كانوا دائما يلفقون لهم تهما باطلة حتى يعاقبوهم عقوبات صعبة ، حاخاماتنا رحمهم الله تعبوا كثيرا حتى يرضوا الحكام القساة ، و حتى يمنعوا كيدهم ، دائماً كان يشغل بالهم كيف يمكنهم إنقاذ شعبهم ، في مدينة كسارين التي على شاطئ البحر سكن الكثير من اليهود ، و عانوا من سكانها السيئين عابدي الأصنام الذين تحدثوا للحاكم الرومي لتقع الفتنة بينهم .
حاخامات مهمين كانوا بين اليهود ، اهمهم رابي إسحق بن عازار ، في أحد الأيام كان يتمشى الرابي إسحق بن عازار على شاطئ كسارين ، في طريقه وصل لمكان تتواجد فيه صخور حادة خارجة من البحر ، و سبيل ضيق يؤدي إلى هاوية فوق أمواج البحر ، و هناك طريق قصير إلى المدينة ، ذهب هناك الرابي إسحق و هو منشغل بأفكاره ، و سمع إشاعة تقول أن ملك روما الظالم يدبر مكيدة لليهود ، و لكن لم يكن هناك شئ واضح ، حتى يعلم كيف يدبر الأمر ، فكر رابي إسحق كيف يرجع و يذهب لبلدته ، تلاميذي ينتظرونني ، ماذا ينفع همي ، سنصلي لربنا و نتوكل عليه و سينقذنا ، ذهب الرابي إسحق إلى طريق المنحدر ، و إذ به يسمع صوتاً خفيفاً ، فإذا بشي ينحدر نحوه فنظر فوجدها الكوليت ( عظمة مدورة تنحدر كالكرة ) ، على يقين كانت هنا من مكان ما ، و الريح نقلتها ..فالأفضل نقلها حتى لا يتعثر بها أحد في هذا السبيل الضيق و يقع،
فانحنى الرابي إسحق و أخذها و وضعها في الشق بين الصخور ، لم يمشي بضع خطوات و إذ بالكوليت تنحدر ثانية ، ففكر أنه لم يضعها في مكان مناسب فقرر تخبئتها في مكان أمن ، فبحث و وجد شقا عميقا أكثر فوضعها بداخله و أغلق الشق بحجر ، و ظن أنه لن يقع بها أحد الأن ، فتعجل رابي إسحق للرجوع الى المدينة و إذ به يرى الكوليت تنحدر أمامه ، فقال لنفسه أنها جاهزة لتوصيل رسالتها و لم يحاول تخبئها مرة أخرى ، و بعدمرور عدة أيام ، مرَّ من هذا الطريق المنحدر ، رسول ملك روما و بمجرد وصوله من السفينة و نزوله البر ركض مسرعا لأقصر طريق لكاسرين حتى يسلم الرسالة للحاكم ، في خطوات سريعة ذهب في المنحدر و انحدرت الكوليت بين رجليه ، فتعثر بها و وقع بين الصخور الحادة و مات ، اليهود الذين كانوا يعملون قريبا من هناك ، شاهدوا وقوع أحد ما عن الصخور و أسرعوا ليروا إذا كان هناك من يحتاج المساعدة ، و فتشوه ليروا من هو . و اذ به يجدوا رسائل لحاكم روما ، و بطبيعة الحال لم تصل هذه الرسائل الى حاكم روما في كسارين ، و الروم فكروا ان حقيبته وقعت بالبحر ، و قبل ان يكتب الملك رسالة جديدة ، اسرع اليهود بارضاءه بالهدايا و غير رأيه و أدت الكوليت رسالتها .